+
----
-
تحتفظ شوارع القاهرة وحواريها وأزقتها بجاذبيتها في شهر رمضان المبارك والأعياد، فتجذب السائحين من مختلف الجنسيات، بل والديانات، للاحتفال بهذا الشهر الذي يبدع فيه المصريون لإسعاد الزائرين، ولإسعاد أنفسهم، فتختلط شعائر العبادة بروائح المسك والعنبر، وتمتزج بالاحتفالات والابتهالات وفانوس رمضان وصوت المسحراتي ورائحة الحلوى الرمضانية. وبين الأحياء الشعبية القديمة والفنادق الخمس نجوم، تقام الخيم الرمضانية التي تقدم الأكلات المصرية والشرقية .
وتبدأ مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم، في القاهرة التاريخية (المدينة القديمة)، وانطلاقا من طريق الحسين وشارع المعز لدين الله الفاطمي وسكة الخان «خان الخليلي» تحديدا.
والسائح «المتمكن» يبدأ يومه بالصلاة في مسجد الحسين، والتنقل بين أزقة حي الحسين لاختيار مطعم من ضمن المطاعم المتراصة على هذا الطريق للإفطار، قبل دخول سكة الخان. و«الدهان» أشهر مطاعم هذه المنطقة، ويقدم الأكلات المصرية والشرقية، ويعتبره الكثير من السياح والسكان المحليين افضل مطاعم المنطقة. وبعد الافطار يجدر بالسائح البدء في رحلة ممتعة خلال خان الخليلي، الذي يرجع عمره إلى 600 عام مضت، حيث بني في عصر المماليك.
وتلتقط أنفاس زائر الخان رائحة التاريخ مختلطة بروائح البخور ودهن العود ودخان المستكة، وتلمس قدماه الأرضية المبلطة بحجر بازلتي أسود لامع، وتتسلل إليه حوانيت عديدة مليئة بالكنوز والتحف النادرة المصنوعة بمهارة من خلال أسلوب واحد عرفت به القاهرة القديمة في عرض بضائعها، وما زال قائما حتى الآن من خلال الأسواق المتلاصقة والحوانيت، التي تملأ الحارات وتعرض نفس البضاعة بأسعار متفاوتة، لتشبه معرضا دائما ومستمرا لكافة أنواع الأصناف والألوان من ذهب وماس وفضة، وأوراق البردي التي تحمل كلمات هيروغليفية وتمائم وأيقونات.
ولمن تعب من التجول عليه أن يستريح ليلتقط أنفاسه، فليتجه صوب مقهى «الفيشاوي»، الذي أسسه فهمي علي الفيشاوي عام 1798 .
ففي القاهرة ينقضي الوقت سريعا، وبين القاهرة القديمة والحديثة مسافة يحكمها أسلوب مختلف في الحياة الرمضانية، وهناك من يحاول أن ينقل أجواء خان الخليلي والحسين في فنادق الخمسة نجوم، وبشكل أخص في إحدى أكبر المراكز التجارية الكائن بنهاية شارع مكرم عبيد بمنطقة مدينة نصر والمعروف باسم «سيتي ستارز».
وبالانتقال إلى منطقة جاردن سيتي، خاصة على ضفاف النيل، ستجد شهر رمضان مختلفا بسبب الفنادق المتراصة بجانب بعضها، التي تتسابق في تهيئة الجو الرمضاني، لذلك يستقبلك فندق «سميراميس» في خيمة «الفوانيس» بقاعة كليوباترا كل عطلة نهاية أسبوع، لتستمتع بسحور خاص جداً ويعد كل أسبوع مفاجأة لرواده بإحياء أحد ألمع نجوم الغناء، سواء المصريين أو العرب لليلة، أما إذا كنت تريد منتصف الأسبوع أو أي يوم آخر، فقهوة «فتافيت السكر» تستقبل روادها على مدار الأسبوع، لتناول أشهى وجبات السحور، ومن الأجواء الشرقية لأجواء ايطالية تحاول المشاركة في الاحتفال بشهر رمضان. ويقدم مطعم «البانة فينو برواده»، مائدة افطار خاصة جداً من المطبخ الايطالي بنكهاته المميزة. ويحتفل فندق «الفورسيزونز نايل بلازا» بشهر رمضان، من خلال المطعم اللبناني «زيتوني»، حيث يقدم الشيف اللبناني فادي الرويساتي، قائمة من أشهى المأكولات اللبنانية، بالإضافة إلى مختارات من الأطباق التركية، يقدمها الشيف التركي «مهمت جوك» مع مراعاة الأسعار المناسبة، لإتاحة الفرصة للعائلات للاحتفال بشهر رمضان والتمتع بخدمة الفورسيزونز.
أما فندق «جراند حياة»، والكائن أمام فندق «الفورسيزونز نايل بلازا»، فيقدم أحلى الأمسيات الرمضانية مع قوائم الطعام المختلفة في كل من المطعم الدوار والقرية النوبية، بالإضافة للبوفيه المفتوح بمطعم «الفونتانا»، كما يقدم ركن الحلويات الشرقية «ديليس» أشهى الحلوى الرمضانية ويتمتع بخدمة التيك أواي.
مائدة الرحمن
موائد الرحمن : تعد موائد الرحمن من مظاهر الشهر الكريم ، وعلى الرغم من بساطتها وإقبال الناس عليها - خاصة من غير المقتدرين - فإن موائد الرحمن يخضع إعدادها إلى عدة مراحل تبدأ بعمليات شراء المواد التموينية وتوفير مخزن الطعام، ثم مرحلة اختيار العمالة المأجورة للعمل داخل موائد الرحمن، فمرحلة طهى الأطعمة، ثم إعداد المائدة وتجهيزها تمهيداً للمرحلة الأخيرة وهى توزيع وجبات الإفطار على ضيوف المائدة.
الخيمة الرمضانية
وقد انتشرت فى مصر ظاهرة الخيمة الرمضانية التى أصبحت من السمات المميزة لشهر رمضان الكريم ، وهى تعد ملتقى العائلات التى تسهر فى الجو الرمضانى ، وهناك كمن يهتم بأن يتضمن برنامج الخيمة التواشيح الدينية ، وقد اهتمت الأندية الكبرى فى القاهرة خاصة بإنشاء الخيم الرمضانية التى تمتد سهراتها حتى السحور، كما كان لمقاهى القاهرة دور بارز فى عمل الخيم الرمضانية ذات الطابع الشعبى .
مسحراتى
مهنة شعبية تعتمد على الكلمات والأناشيد والطقوس الخاصة البسيطة. وشخصية "المسحراتي" أقرب إلى الفنان الذي يؤدي دور البطولة على خشبة المسرح، مدة ظهوره هي 30 يوما فقط في ليل رمضان، أما باقي الأبطال فهم الطبلة والعصا وصوت جهوري ينادي ويتغنى.
فانوس رمضان فانوس رمضان
استخدم الفانوس فى صدر الإسلام فى الإضاءة ليلاً للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب وقد عرف المصريون فانوس رمضان فى الخامس من شهر رمضان عام 358 هـ وقد وافق هذا اليوم دخول المعز لدين الله الفاطمى القاهرة ليلاً فاستقبله أهلها بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب وقد تحول الفانوس من وظيفته الأصلية فى الإضاءة ليلاً إلى وظيفة أخرى ترفيهية إبان الدولة الفاطمية حيث راح الأطفال يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس ويطالبون بالهدايا من أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون ، كما صاحب هؤلاء الأطفال – بفوانيسهم – المسحراتى ليلاً لتسحير الناس ، حتى أصبح الفانوس مرتبطاً بشهر رمضان وألعاب الأطفال وأغانيهم الشهيرة فى هذا الشهر ومنها وحوي يا وحوي .
اكلات رمضانية
حظيت الكنافة والقطايف بمكانة مهمة فى التراث المصرى والشعبى ، وكانت – ولا تزال – من عناصر فولكلور الطعام فى مائدة شهر رمضان ، وقد بدأت الكنافة طعاماً للخلفاء ، إذ تُشير الروايات إلى أن أول من قُدم له الكنافة هو معاوية بن أبى سفيان زمن ولايته للشام ، كطعام للسحور لتدرأ عنه الجوع الذى كان يحس به . واتخذت الكنافة مكانتها بين أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون ، ومن لا يأكلها فى الأيام العادية ، لابد أن تتاح له – على نحو أو آخر – فرصة تناولها خلال رمضان ، وأصبحت بعد ذلك من العادات المرتبطة بالطعام فى شهر رمضان فى العصور الأيوبى والمملوكى والتركى والحديث. باعتبارها طعاماً لكل غنى وفقير مما أكسبها طابعها الشعبى .
كذلك ارتبطت الأكلات الشعبية الاخرى بشهر رمضان فى مصر , مثل طبق الفول المدمس , والزبادى , والمقبلات المتنوعة , اضافة الى ياميش رمضان ومشروب قمر الدين المصنوع من المشمش , وكذلك بعض الفواكه المجففة كالمشمش والتين والعنب (الزبيب) والقراصيا وغيرها , حيث تتنوع طرق اعداد وتقديم هذه المأكولات التى لا يقبل عليها الناس عادة إلا فى رمضان .
وتستمر الليالي الرمضانية حتى يأتي فجر العيد لتتزين القاهرة وتقدم لزائرها بهجة مختلفة بعد ثلاثين يوماً من الصيام والعبادة الممزوجة بطقوس رمضانية تشحذ النفس البشرية لمواصلة عام جديد يبدأ بأيام العيد.
هذا فيض من غيض من أجواء رمضان الكريم في القاهره
بالفعل رمضان في القاهرة طعم آخر